الكاتب الصحفي ممدوح الصغير
الكاتب الصحفي ممدوح الصغير


ممدوح الصغير يكتــب:  صورة رائعة في الجنوب

ممدوح الصغير

الإثنين، 30 مارس 2020 - 10:23 م

سيمفونية التقاني والإجادة كانت بعيدًا عن القاهرة بمسافة تقارب من ٨٠٠ كليو متر جنوبًا.. المكان مستشفي إسنا الجديد هدية الرئيس السيسي لأهالي الجنوب والذي أمر بإنشائه في أواخر عام ٢٠١٦، وبعد ٣ سنوات من العمل أصبح المستشفي جاهزًا للافتتاح؛ وخلال الشهور الماضية كانت مشاورات من قبل الحكومة لاختيار لحظة دخول المستشفي الخدمة. وعندما ظهرت أول حالات كورونا في الباخرة السياحية بالأقصر كان لابد من عزل المصابين وتقديم الرعاية الصحية باقصي سرعة؛ وقررت الحكومة تحويل المستشفي لعزل مرضي كورونا؛ أكثر من ١١٣ حالة دخلت المستشفى في ظروف صعبة، بعضها كانت في صراع مع الموت؛ وأذهلت النتائج مسؤولي الصحة العالمية بعد شفاء نصف الحالات التي دخلت المستشفي، أكثر من نصفهم كانوا في غرف رعاية مركزة وحالاتهم حرجة. وبلغت نسبة الشفاء بتوفيق الله أكثر ٩٨%، والرائع أن المستشفي استقبل ربع الحالات المصابة علي مستوي الجمهورية، وكان المستشفي الأفضل في نسب الشفاء. ولم يكن التفوق من أطباء وزارة الصحة والممرضين فقط، بل المواطن الإسناوي الذي ضرب مثالاً في التفاني؛ حيث توافد  المواطنون أمام المستشفي لتقديم الدعم للأطباء، وكذلك لتقديم كل الدعم لأهالي المرضي؛ وبذل محمد السيد رئيس مدينة إسنا مجهودًا كبيرًا؛ فكان يعمل لأكثر من عشرين ساعة يوميًا؛ اعتاد المواطن علي رؤيته هو مرتديًا الكمامة والهاتف بيديه ويضع محافظ الأقصر المستشار مصطفي ألهم في الصورة.. مجهوده أذهل قنصل إيطاليا الذي كتب تقريرًا عن شهامة أبناء الجنوب وتعاملهم الراقي مع الآخرين. واللافت بعد المجهود الرائع لأهالي إسنا والتنفيذيين من المحليات بدءًا من المحافظ مرورًا برئيس المدينة ومعاونيه والصحة من الأطباء، إلا أن اختفاء نواب الشعب من الصورة كان واضحًا فلم يظهروا بالصورة المطلوبة، وكان مطلوبًا منهم أداء دور وطني لمصر، وتفعيل مبادرات خدمية وقيادة المواطنين في حملات توعية ونظافة، والتواصل مع منظمات المجتمع المدني لتقديم الدعم للدولة في محافظات الجنوب.


 احترام القوانين
منذ أسبوعين كتبت هنا شاكرًا كورونا الفيروس الذي كان سببًا في إظهار طاقات إيجابية في نفوسنا؛ حيث ودّعنا حياة الفوضي وأصبحنا نحترم القوانين، فالتزامنا بالحظر أذهل العالم؛ فقد استجبنا لقرار الحكومة الذي تريد به حماية الدولة كاملة من وباء الفناء؛ نحمد الله أننا في موقف يعد الأفضل بين سكان الكون؛ الشوارع ليلاً والتزام المواطن بقرار الحظر موقف رائع يؤكد إيجابية سلوك المواطن الذي أصبح واعيًا وغيورًا علي صالح وطنه؛ المواطن البسيط كان أكثر وطنية من رجال الأعمال أصحاب الملايين والأرصدة في البنوك الذين لم نر لهم دورًا يناسب الظرف الذي نعيشه؛ حيث ظهرت ملامح النضج من خلال تعامل المواطنين مع أبطال الشرطة الذين كالعادة كانوا أبطالاً في المواقف الصعبة. خلال المواجهة مع كورونا أظهرنا أفضل ما نفوسنا بإذن الله. بعد الانتصار علي الفيروس أتمني أن تستمر الطاقات الإيجابية ونحترم الغير ونقدر العلم وندقق في كل سلوك لنا ونعيش الحياة بعيدًا مبدأ «أبوسامية» ورفاقه الذين تربحوا كثيرًا في زمن ما قبل الكورونا؛ اليوم نحمد لله بأنهم تلاشوا مثلما يتلاشي فيروس كورونا دون رجعة بإذن الله. حفظ الله مصر.

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 

مشاركة